تحمل حقيبة «الهوبو» (Hobo) بتصميمها الهلالي، إرثا مثيرا نسجته من ذاكرة الثقافة الأميركية وتداعيات حقبة الكساد الكبير، التي ألمّت بالبلاد في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي.
فهي وليدة حاجة العاطلين عن العمل الذين انتهى بهم الأمر كمشردين يحملون أغراضهم ضمن أكياس صنعوها من القماش، وكانت تحمل باليد أو تعلّق على طرف عصا تتكئ على الكتف، ليطلق عليها لاحقا اسم «الهوبو» تيمنا بهم وبحالتهم الاجتماعية وظروفهم المعيشية.
وقد اتسمت ببنية هندسية مميزة بشكلها الهلالي الفضفاض وتطوّرت مع الزمن لتنتقل إلى أكتاف جميلات العالم، وتغدو مرافقة حميمة لكل امرأة تبّنت المظهر البوهيمي، كالممثلة البريطانية سيينا ميللر والعارضة العالمية كايت موس، والممثلتين التوأمين ماري- كيت وآشلي أولسن.
يذكر أن الأسلوب البوهيمي كان قد طبع حقبة الستينات وما رافقها من أجواء التحرر الثقافي والاجتماعي، فانعكس بشكل طبيعي على تصاميم الملابس، التي جاءت فضفاضة ومزركشة، كذلك الإكسسوارات التي عكست روح الحرية بكل ألوانها وأشكالها.
أسلوب الستينات سجّل بصمته على الكثير من مجموعات الأزياء والإكسسوارات، حيث حرص معظم المصممين العالميين على إدراج حقيبة «الهوبو» ضمن المجموعات الموصوفة للرحلات والعطلات الصيفيّة لموسم صيف 2009 والمعروفة بـ«الكروز كوليكشن»، لتتغير وظيفة هذه الحقيبة من كونها حاجة لحفظ الأغراض الخاصة، إلى حقيبة أنيقة تحمل مواصفات عصرية، تتآلف مع نمط حياة امرأة تحب السفر والترحال أو يتطلب أسلوبها اليومي التنقل والخفة.
الجميل فيها أنها نفّذت بمواد فاخرة من الجلد والقماش، كما زخرفت بالنقوش على أشكالها من الورود إلى الفراشات، ورصّعت في بعض التصاميم بأحجار شواروفسكي البرّاقة.
وتتوافر أيضا نماذج منها مزودة بمسكة قصيرة مصنوعة من الجلد أو المعدن، حتى تتمكن صاحبتها من إمساكها باليد، عدا عن نماذج أخرى يدخل في تصميمها حزام متوسّط الطول ويحمل بالكتف، لكن أكثر ما كان لافتا لهذا الموسم هي الألوان الزاهية التي تجعل من التنقل والسفر متعة قائمة بذاتها، فبرزت لدى ديور تصاميم باللون البرتقالي تتماشى مع توّجه المجموعة العام والمستوحى من أناقة الستينات.
أما لدى «برادا» و«فندي» و«غوتشي» فقد بدت أنيقة على الطريقة الإيطالية، بينما أخذت شكلا أكثر كلاسيكية ضمن مجموعة رالف لورين، ليسهل بذلك انتقالها من موسم إلى آخر من دون أن تتأثر بالتغيرات التي تطرأ على الخطوط العامة للموضة.
ما يغري أيضا باقتنائها أنها ملائمة لفترات النهار والاستعمال اليومي، كونها مجهزة لاحتواء كل مستلزماتها، إضافة إلى إضفائها على أي منا إطلالة عصرية تدخل بها لمسة لامبالاة لذيذة، ومع ذلك فهي تحتاج إلى قواعد ذهبية لزيادة الاستفادة منها ومن جمالياتها:
- لأنها تظهر تفاصيل القامة، يستحسن تجنّب اعتمادها بطول يصل حتى منطقة الوركين، خصوصا إذا كنت تعانين من العرض الزائد في هذه المنطقة، فالحقيبة ستزيد من بروز المشكلة، والعكس يبقى صحيحا إذا كانت السيّدة تتمتع بخصر نحيل، فالحقيبة التي تصل إلى هذا المستوى تساعد على إبراز جماله.
- يجب أن تكون الحقيبة متناغمة مع طول السيّدة وحجمها، كما ينصح باختيار حقيبة معاكسة لشكل القامة، فكلما كان الجسم ممتلئا انصّب الاتجاه نحو اختيار حقيبة ببنية هندسية ناعمة وواضحة الزوايا. أما المرأة الطويلة أو النحيلة فتناسبها الحقيبة ذات الشكل الدائري والفضفاض، ولذوات الأحجام المتوسطة أو الممتلئة يستحسن تجنبّ الحقائب الصغيرة جداّ، بينما تنصح التصاميم المستطيلة بالطول لذوات القامة الصغيرة.
- يجب أيضا التنبّه إلى الألوان، واختيارها بدرجات تتماشى مع مجمل الأزياء، كذلك الانتباه إلى التفاصيل، خصوصا المواد المصنوعة منها كأن تكون من الجلد أو مزيج من الجلد والقماش.
- وتبقى النصيحة الأهم هي متابعة الخطوط الأساسيّة للموضة مع التمسك بالأشكال والألوان الكلاسيكية من البنيّ والرمادي والأسود، التي تنتقل بسهولة بين المواسم، كذلك بالإمكان تزيينها بدبابيس زينة وأحجار ملوّنة، إذا كانت مصنوعة من القماش أو بوشاح يحمل توقيع ديور أو هيرميس على أن يتمّ تنسيقها مع الإطلالة.