حتي لو تأكدت من أن ابنك المراهق لا يشاهد إعلانات التلفزيون أو الأفلام التي تتفنن في إضفاء طابع رائع علي عملية التدخين , فتأكد أنه لازال معرضا لمثل هذه الرسائل عبر الإنترنت, خاصة عبر المواقع الاجتماعية الشهيرة كموقعي ماي سبيس وفيس بوك. كشفت هذه الحقائق دراسة حديثة انتهت إلي أن الإنترنت أصبحت عاملا كبيرا في الترويج للتدخين .
أكدت الدراسة التي نشرت في نهاية يوليو الماضي أن الإنترنت أحدث الأماكن التي تقدم رسائل شديدة الجاذبية عن التدخين للصغار . وعلي الرغم من أن المحتوي الخاص بالتدخين وجد في أقل من 1% من الصفحات التي تمت دراستها, فقد وجد الباحثون أن المحتوي الذي يحث علي التدخين أكبر بشكل واضح من ذلك الذي يتعرض لمخاطره ويحث علي التخلص منه .
وعن ذلك يقول مؤلف الدراسة الذي ينتمي للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال : لقد وجدنا أن نسبة صغيرة من المواقع التي يزورها المراهقون تحتوي رسائل تخص عملية التدخين , وتأتي المواقع الاجتماعية الشهيرة في صدارة المواقع التي تبث هذه الرسائل .
ووفقا لبيانات الجمعية الأمريكية للرئتين , فإن 90% من المدخنين يبدأون في تدخين أول سيجارة لهم مع بداية عامهم الحادي والعشرين . . كما أن هناك 3600 صبي تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والسابعة عشرة يقومون بالتدخين لأول مرة في هذه السن يوميا في الولايات المتحدة . وثلث هؤلاء يدخنون بعد ذلك بانتظام .
وكان الباحثون قد حاولوا الكشف عن المحتوي الخاص بالتدخين عبر المواقع التي يزورها المراهقون يوميا فاختاروا حوالي 346 مراهقا بشكل عشوائي وطلبوا منهم السماح لهم بمتابعة ما يشاهدونه يوميا عبر الإنترنت لمدة شهر . ووفقا لذلك تابع الباحثون حوالي 1.2 مليون صفحة عبر الإنترنت ثم قاموا بالبحث عن المحتوي الخاص بالتدخين عبر هذه الصفحات فوجدوا أن عدد الصفحات التي احتوت رسائل خاصة بالتدخين بلغت 8702 صفحة.
وكشف الباحثون أن عدد الصفحات التي تحض علي التدخين بلغ 1916 صفحة بينما كان عدد الصفحات التي تحارب التدخين أقل من ذلك إذ بلغ 1572 صفحة . أما باقي عدد الصفحات ويبلغ 5055 صفحة فكان المحتوي الخاص بالتدخين فيها معقد أو غير واضح .
ووجدت الدراسة أن أكثر من نصف الصفحات الخاصة بالتدخين – 53% - جاءت من المواقع الاجتماعية, وكان لموقع ماي سبيس مكانة متقدمة في ذلك باعتباره الأكثر شهرة وقت إجراء الدراسة . وكان أحد الأسئلة التي يعرضها الموقع لرسم صورة عامة عن المستخدم هو موقفه من التدخين .
وكشفت الدراسة عن أن 43 % من المراهقين يتعرضون لرسائل تخيلية تشجع التدخين . أما المنتجات الخاصة بالتدخين فكانت تباع عبر نحو 50% من الصفحات . كما احتوت 242 صفحة علي روابط خاصة بمنتجات للتدخين موجودة عبر مواقع أخري. يقول أيريك سوارد المسئول بجمعية الرئتين " يتعرض المراهقون للحث علي التدخين في كل وجوه حياتهم , ولست مندهشا من كل هذا التفنن الذي تقوم به شركات التبغ لحث الصبيان علي التدخين , لكنه من الضروري وفقا للدراسة إيجاد تشريع للتحكم في الترويج للتدخين عبر الإنترنت وهو ما يستوجب من برامج مكافحة التدخين تصميم طرق تسويق مضادة عبر الشبكة .وأكد الخبير أن الدراسة زادت الوعي بالمخاطر المحتملة لهذه الرسائل التي تحث علي التدخين والتي تبث عبر الإنترنت . وكشفت عن أن الويب لها نفس التأثير الكبير الذي يحدثه مشاهدة الصغار للتدخين في الأفلام.
ولفت الخبراء النظر إلي نقطة جديرة بالاهتمام وهي رغبة الصغار في الشعور بالمساواة مع الآخرين وبما أنهم عبر مشاركتهم في المواقع الاجتماعية يعرفون أن الكثيرين ممن يتعرفون عليهم يدخنون يتجهون هم أيضا إلي نفس السلوك . ونصح الخبراء الآباء في النهاية بوضع جهاز الكمبيوتر في مكان عام داخل المنزل وليس داخل حجرات الأبناء وإشعار الابن أن الأب سيقوم من وقت لآخر بمراجعة ما يقوم به من نشاطات عبر الإنترنت
ي بوابة الفجر الاليكترونية